هذه هي الحياة
كنت أسير في الشارع واذا بي ارى امرأة عجوز تقف امام باب منزلها ، يظهر البؤس والشقاء على وجهها وتتجلى قسوة الحياة في نظرتها ... سألت عنها ، قالوا لي انها كانت اجمل النساء . تزوجت وانجبت وربت وها هي الان وحيدة ، مسكينة . فلم استطع ردع قلمي هذا الذي اوجهه لكل أم ضحت وتعذبت ، لكل امرأة تفانت من اجل عائلتها ، لكل ابن او ابنة تخلوا عن اهلهم ...في اقتراب عيد الام هذا ، دعونا ننكفئ على ذاتنا كي يتثنى لنا تقييم ما قد صنعناه لوالدينا وما يجب علينا صنعه.
نفس محملة بشتى انواع الالام
جسد أكهله العمر والندم
روح معذبة قضت عليها الايام
قلب قست عليه الدنيا ..عانى وعانى وانهزم
واقفة امام الباب
باب ذلك البيت الحزين
عيونها تصرخ آهات أوجاعها
يداها ترتجفان كأوراق شجر العنب
فتحول دون ان تسعفها وتنجدها
واقفة تراقب المارة
تناشد ذكرياتها الحارة
ترى تلك الفتاة الجميلة التي يوما" كانت
تمشي وتتمايل متباهية بجمالها ساعات
الى ان دق النافور وآن الاوان
لارتباطها بفتى الاحلام !!!
وأي أحلام ؟
لنسمها أوهام ...
كانت فراشة سعيدة تطير في السماء
تجوب الفضاء وتظهر بسمتها كالضياء
آمنة ، فرحة، دافئة ، هانئة
الى ان دخل دون استئذان حياتها
وشرع بكل قواه يهدمها
يضرب بسوط الحب ذاك
ويبرح كل قطعة من جسدها
الى ان ...???
هو والايام
جعلا من ذلك الجسد ... رفاة انسان
واقفة ولا تحملها ارجلها
لكنها واقفة ... صامدة رغم كل الارهاق
هكذا امضت بالتحدي حياتها
وظلت صامدة في وجه المشاق
لما ؟ لما هي ؟ وما نفع ذاك ؟
الم تستحق العيش بهناء ؟
لما هي بين تلك النساء ؟
تقاسي وتتعذب ... تجاهد وتتدمر
آخر المطاف ... ها هي وحيدة
آخر الرحلة ... ها هي ممزقة
لا زوج ولا ولد
لا رفيق ولا سند
ها هي وحيدة
ضحت وشقت !.... لماذا؟
لانها أم
تلك سمة الامومة
فاضحت بقايا نفس وروح
بقايا قلب وجسد
اضحت بقايا انسان !!
مـ ـنـ ـقـ ـو ـل